الخميس، 23 أغسطس 2018

هل يمكن للحب أن يكون البطل الخارق للأرض؟

متاهات المجتمعات و المنقذ 
خلق الإنسان ليعمر الأرض ليغرقها حبًا وسلام, ولكن الأرض اليوم تغرق بالمتاهات والصفوف المفرقة وتبحث عن منقذها من هذه العاصفة ليوقف الحروب و يمسح دمعات صغارها المحطمين , الأرض تصرخ كل يوم مستنجدة فهيا تكاد تدمر من المتاهات التي تخترقها وتشتت المجتمعات , فتجد شخصًا يقف في أخر أحدى المتاهات يدرك أن هناك خطر و يصرخ أحذروا عدو
فينطلق الجميع لمصدر الصوت للوقوف بوجه العدو لكن هذه الصفوف المجتمعة تتفرق كل ما اقتربوا من مصدر الصوت فالمتاهة ملئيه بالمشاكل الفرعية التي يسقط فيها الأغلب وتهمش المشكلة الكبرى إلي أن تقضي عليهم .
وعلى هذه الأرض وفي مجتمعاتنا اليوم انتشرت وحوش تبحث عن سلطنة الأنا والمصلحة الشخصية تحت كل صخرة وتسير مغمضة العينين تستنشق رائحة المال , قليلًا من المال بإمكانه أن ينهي مصطلحات "العائلة,الأصدقاء..."
بجانب المتاهات و الوحوش رفعت مشاعرنا على أعلى رف في المتاهة تركتنا دونها نسأل أرفع الحب من بيننا ! يحال ذلك فالإنسان يحيا بالحب , لكن هذا الحب اليوم لطخ أصبح متسخ سقط فوقه ستار الكذب أصبحت مشاعرنا تتوه مثل توهاننا في المتاهات , هل تعلموا ماذا يعني الحب؟ هو سلام و قوة تجعلكم تحطموًا ألف متاهة يجعل المجتمعات متماسكة تحمل الولاء لهذه الأرض, الحب هو المشاعر الخالدة التي لا تذبل ولا تموت و يستحيل أن تنتهي فهو يهرم معنا ويبقى بعدنا .

الصفوف المفرقة والمتاهات المخيفة و الوحوش جميعها تسقط أمام الحب , الحب هو منقذ الأرض فبحثوا عنه داخل متاهاتكم الغارقين فيها و أسقطوا عنه ستار الكذب لتتحرروا .

الثلاثاء، 10 يوليو 2018

‏عجز و ألم!

جميعنا يقيدنا العجز و هل هو عجز أم جبن وخوف لم أعرف أو ربما أعرف جيدًا لكن أصمت ! و أمّا لماذا أصمت؟ أليس الصمت داءٍ فينا؟ ألم تجدوا لعلتنا المزمنه دواء ،
سقوط مريع و دوي أنفجار و أرواح تزهق و أطفال تصرخ خوفًا وكل هذا يقف أمامه الصمت ، جميعنا تقوقعنا في دواخلنا و أغلقنا المخارج حتى نستمر بالصمت بينما هناك من تنزف أرواحهم وَجَعًا ، وما ثمرة هذا الصمت؟ هل يثمر الصمت غير الاسىء و مزيد من الذُل ! ماذا فعلنا دعونا كثيرًا و سقطنا نلح بالدعاء في آخر ساعات الليل فكل حبال النجاة بيننا ممزقه و إن كان فيها مايمكن استخدامه إلا أنها هشه وربما تُمزق في منتصف الطريق أو في بدايته ، نحن نعجز عن ربط المتبقي من هذه الحبال ببعض حتى نتمكن من النجاة ، علقنا داخل دوامات جعلتنا غرباء وسمحنا أن يتألم كلٌ منا وحده، يبدوا أننا نسينا أن يومًا كنا نتشارك كل شيء أو لم ننسى لكن صمتنا كما أعتدنا أن نفعل ، أيها البعيدين عن أوطانكم سلامًا لكم و إلى أوطانكم سلام يعيدكم إليها و يعيد كل لحظات الحياة التي سرقت منكم ، سلام يجعل السماء تمطر الياسمين ، سلام ينسيكم كل الأوجاع التي نقشت على جدران المدن وإن كان نسيان كل هذه الأوجاع صعب فأرجو أن يزهر السلام محل كل الدمار.

الاثنين، 21 مايو 2018

خيال و حقيقة

في عالم الخيال نحن سعداء نبحر على متن قاربٍ صغير والبحر هادئ والسماء صافية والشمس لامعة مثل عيناك, يطفو قاربنا على سطح البحر ونرقص نحن على موسيقى أمواجه ,لا وجود للسفن حولنا كنا فقط أنت و أنا ولاشيء أخر,
كأن الكرة الأرضية قُسمت إلي نصفين وبقي العالم بأكمله في شماله  أما نحن هربنا وحدنا إلي الجنوب وعلى ما يبدوا أنهم بحثوا عنا هناك .

لا حروب بيننا و لا شجار و لا دموع ولا حزن و لا هم ولا غدر ولا خيانة هدوءٍ وسلام و حُب فاق المدى و تشابكت أيدينا ورحنا نرقص على أنغام الموج لساعاتٍ و أيامٍ و شهورٍ و سنينٍ كل يوم كان اليوم الأول وكل مرة نظرت فيها إلي عيناك كانت مثل أول مرة , كل شيء كما هوا لا يتغير أبدًا
 كم هو جميل عالم الخيال.


أما الحقيقة كانت تنزف دمًا نحن تعساء هاربين على متن قارب مهشم يتقاذفه الموج حتى كاد يغرق فالبحر هائج و العواصف لا تتوقف والمطر يشتد غزارة و السماء معتمه سوداء مخيفة نحن في ظلامٍ هالك , ولا وجود لأنغام موسيقى الموج الهادئة فقد كانت موسيقى الرعب تدب في قلوبنا موسيقى مخيفة أكثر من العاصفة مخيفة أكثر من فكرة  الهلاك في هذا البحر .

كان البحر يعم بالسفن وكنا نلوح لهم بأيدينا يبدوا أنهم ظنوا أننا نلقي التحية أو هكذا ظننا نحن التعساء أما هم فلقد رأونا و أكملوا طريقهم يبدوا أنهم أرادوا أن نغرق وربما ليس يبدوا فقط بل أنهم أصروا على غرقنا لكن نحن رفضنا , رفضنا حتى بات كل المستحيل ممكن , رفضنا حتى صنعنا أطواق النجاة بأيدينا .

كان البحر الهائج  والعواصف والأمطار الغزيرة مشاكلنا التي لا تنتهي , أما السفن كانت جميع من غدروا بنا , و الخيانة كانت من موسيقى أمواج البحر التي أهدانا إياها أصدقائنا ولم يخبرونا عن الجزء المحظور منها تركونا نستمع إليها ونبحر في عالمٍ سعيد إلي أن استيقظنا على الحقيقة ؛

عكس الخيال تمامًا نحن نغرق و نغرق لا يوجد شيءٍ مشترك مع الخيال سوى أن أيدينا رغم كل ما يحيط بنا و رغم كل ما هو حولنا  ورغم كل الأمواج التي تتقاذفنا و كل الغدارين حولنا ظلت تتشبث ببعض بقوه أنها تعلن لعالم الحقيقة و الواقع القاسي المر أنه حتى لو غرقنا بين حطام المشاكل و الأحزان ستظل تعيش في عالم الخيال السعيد إلي أن تجعل منه واقع وحقيقة ,
وتجعل الحقيقة المرة ماضٍ لن يعود أبدًا.